الأربعاء، 18 يوليو 2012

روآية عتمة الديجور كاملة

روآية عتمة الديجور كاملة

للكــآتبة / l7'9t '3ram ..

ما قبل البداية ؛
إني خيرتك فَ أختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
إختاري الحب أو اللاحب
فَ جبن ألا تختاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة و النار. . .
إرمي أوراقك كاملة
و سأرضى عن أي قرار
قولي , إنفعلي , إنفجري
لا تقفي مثل المسمار
لا يمكن أن أبقى أبدا
كالقشة تحت الأمطار
مرهقة أنت و خائفة
و طويل جدا مشواري
غوصي في البحر أو أبتعدي
لا بحر من غير دوار
الحب مواجهة كبرى
إبحار ضد التيار
صلب و عذاب و دموع
و رحيل بين الأقمار
يقتلني جبنك يا امرأة
تتسلى من خلف ستار
إني لا أؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار
لا يكسر كل الأسوار
لا يضرب مثل الإعصار
آه لو حبك يبلعني
يقلعني مثل الإعصار
إني خيرتك فَ أختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة و النار . . . . . .
*نزار قباني
البداية ؛
( 0 ) الساعة العاشرة مساءً .
فَ زاوية داخل خزانة الملابس الواسعة ؛ كانت متكورة برعب على نفسها و ترتجف بصورة جداً ملحوظة , و عينها المحمرة من كثر البكى كانت متسمرة فَ عينه بضعف ممتزج برجى .
قالت بصوت هامس : بنموت !
مسك ويها بين يدينه الثنتين محاول يهديها و سند يبهته على يبهتها و هو يغمض عيونه بقوة و يقول : أشش ! كلها ساعات , و نخلص من كل هاي . . . أصبري شوي !
صاحت بضعف أكبر و هي تقول : بس فهد مات ! . . و نواف مختفي , ماراح تخلينا ف حالنا , ما راح تروح . . هي تبيك ! ما راح تروح قبل لا تاخذك . . ( أرتعش جسدها بوهن و دعست راسها فَ رقبته و طوقت جسمه بذراعينها و كأنها تتمسك به للحظة الأخيرة ) بتاخذك !
أرتعش صوته هو الثاني و تزحلقت دمعته على خده قبل لا تستقر بين خصلات شعر زوجته : حبيبتي , حبيبتي , حبيبتي . . ذكري الله . . . .
شدته بقوة وهي ترتجف بين أحضانه : ماجد . . الله يخليك , خلها تروح . . . خل تخلينا فَ حالنا !
مسح على ظهرها يحاول من جديد أنه يهديها رغم أنه محتاج من يهديه , غرز ذقنه فَ راسها بلطف وهو يقول بهدوء : أششش ! . . لا تفكرين وايد , مب صاير ألا كل خير . . . .
سكت لثواني بسيطة
قبل لا يتسلل لأذنها صوته العذب الهامس و هو يرتل آيات من القرآن الكريم تلاها بآية الكرسي و المعوذات . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) الساعة الثانية بعد منتصف الليل .
بنظرات جوفاء خالية من أي تعبير يذكر , كانت مركزة نظرها على ألسنة اللهب اللي أبتدت تتصاعد من بيتها ملتهمته باللي فيه . كانت تراقب المشهد بصمت خاوي وكأنها مالها إي علاقة فيه ! وسرعت تنفسها اللي أحتدت في البداية أبتدت وأخيراً ؛ تستقر ! حتى هي نفسها أبتدت تستقر وترجع لوعيها اللي غيبته عنها الساعات الأخيرة اللي قضتها في هلـ بيت . . قبل لا تشتعل به النيران ؛ و يحترق !
يحترق !
البيت أحترق ؟
يعني خلاص أنتهى كل شي , أنتهى الكابوس المزعج اللي لازمها طول السنة اللي مضت , راح ! وأخذ معاه كل لحظاته السودة ؟ . . بس لحظة ! هو ما أكتفى باللحظات السودة . . هو أخذ ماجد بعد !
أخذ ماجد
ونواف
وحتى فهد !
أستوعبت أخيراً الطامة الكبرى اللي هوت على راسها بعد ما أسكرتها للحظات نشوة الأنتصار و بنفس الصدمة اللي استوعبتها متأخره ؛ رجعت و وقفت على حيلها و يدها على صدرها مفجوعه من الحقيقة المرة اللي أفرجت عنها شفاتها المتورمة و تنزف من أحدى جوانبها بسبب أصطدام عنيف مرت به قبل لا تقذف نفسها خارج البيت نافذة بجلدها من ألسنة النار
بصوت خافت مسموع قالت : ماجد ! . . عيالي !! . .
بشكل مفاجئ ؛ أرتمت على جسدها الشبة عاري عباية راس أسترتها وبنفس اللحظة لقت نفسها مدفونه بصدر مرة غريبة عنها ؛ تكلمت وهي تلهث برعب : أن شاء الله خير ! أن شاء الله خير , ماعليهم شر أن شاء الله . . . راح يلحقون عليهم , قولي يارب !
( 2 ) صالة في أحدى البيوت الشعبية المتواضعة / الخامسة صباحاً
قاعدة بصمت مطبق على الكرسي و العباية مستريحة بأهمال على كتفها و منزلقة من على كتفها الثاني , و بين كفينها قلاص ماي بارد ما أشربت منه ولا قطرة . . و ملامحها الشاحبه ؛ مشدودة و تحدق في الفراغ بصمت بعد ما سرح بالها لبعيد . . بعيد وايد !
بالقرب من باب الصالة كانت واقفة الحرمة نفسها اللي غطتها بالعباية في الشارع قبل لا تصطحبها لبيتها علشان تقعد و ترتاح على ما يطفون النيران المهوله ف بيتها و ينقذون ريلها و عيالها ؛ لو قدروا !
كانت واقفة بترقب عند الباب تنتظر رجعت ولدها اللي طرشته يشوف شصار ويجي يطمنهم . . لكن شكله لما رجع ؛ ما كان يبشر بخير أبد . . كان مرعوب !
شدها شكله الملفت , فَ قالت مستفسره أول ما توقفت خطواته جدامها : خير ؟ بشر ! شصــار ! عسى ريلها وعيالها بخير !
أقترب منها ومسكها من معصمها بهدوء وهمس برعب : هي للحين هني ؟
جاوبته : و وين بتروح يعني ؟
بنفس النبرة قال بعد ما بلع ريجه : الشرطة . . الشرطة برى تبيها !
عقدت ملامحها بأستنكار وقالت بعد ما أنقبض قلبها : ليش ؟ عسى ما صار لأهلها شي !
جاوبها بأختصار : ماتوا !
حطت يدها على صدرها وأشهقت بصدمة لا شعورياً : ماتوا !
شد على معصمها وأقترب من أذنها يهمس بالفاجعه الأكبر : أذبحتهم !
هالمرة أتسعت فتحت عينها على أخرها وقالت بصوت عالي : أذبحتهم !!!!!!!!
سحب أمه بأتجاهه وقال بتحذير سريع : أششش ! لا تسمعج , تغطي عدل أنتي خل يدخلون الشرطة ياخذونها مانبي مشاكل . .
قالت : شلون أذبحتهم ؟ شدراك ؟ . . من . . من وين جبت هالحجي ؟!
أشر على حلجه وهو يقول بحذر : وطي صوتج يمه . . خل ياخذونها وبعدين أقول لج اللي صار . . . تغطي بدخلهم !
( 3 ) مركز الشرطة / الساعة 9 صباحاً
بنفاذ صبر تكلم الشرطي : يا أخت موزة , سكوتج يدينج ! تكلمي . . شللي صار بالضبط ! ترانا لأخر لحظة معطينج حق الدفاع عن نفسج وشرح موقفج , رغم أنج عارفه أكثر مني أن موقفج جداً ضعيف !
أمامه ب الضبط ؛ كانت واقفه بصمت عميق وعينها مثبته ف الفراغ بدون أي تجاوب يذكر !
ألتقط سماعة التلفون وهو يقول : على راحتج , دامج رافضة تتكلمين معناته أنه التهمة راكبتج ! ( بأزدراء أضاف ) شلون جالج قلب تذبحينهم بهلـ صورة الوحشية ؟ أنتي أم أنتي ؟ . . يا خسارة هالكلمة فيج والله !
تمتمت بصوت خافت مسموع يسمعه الظابط لأول مرة من أوقفت جدامه : ماذبحتهم !
صرخ فيها بعد ما أستنزفت أخر ذرة صبر ظلت بأعصابه : عيل من ؟ أبوي !
أرتجف جسدها من قو صرخته , وأحتدت ملامحها ب الأنعقاد وقالت : مو أنا !
رضخ سماعة التلفون بشراسة وهو يقول : أذا مو أنتي عيل منو ؟
كورت قبضة يدها وقالت بغصة و شفايف ترتجف : ما . . ما كانوا عيالي . . . . ما كان ماجد . . ما . . ما كنت أنا !
الضابط بقل صبر : أخت موزة , أنتي عارفة حجم التهمة اللي لابستج ؟ عارفة الحكم فيج شراح يكون ! لا يكون تعتقدين أنه سجن لمدة سنة سنتين أو حتى عشر ؟ الحكم فيج أذا ما كان مؤبد فهو أعدام ! هذي جريمة قتل و تنكيل ف الجثث بعد . . غير أن النيران ف بيتج كانت بفعل فاعل ! وأذا أستمريتي على هالسكوت راح تكونين المتهمة الوحيدة ف هلـ قضية . . لأنه مافي غيرج ! الله يرضى لي عليج . . تكلمي ؟ قولي شي يدش العقل . . أذا مو أنتي ؟ عيل من غيرج !
صرخت فيه غاضبة بعد ما تلف أعصابها بألحاحه ب السؤال : قلت لك مو أنا ! موووووو أنا . . . ما . . ماجد اللي ذبحهم . . . لا ! لا . . ماكان ماجد . . . كانت . . كانـ . . . . ( أغرزت أناملها بين خصلات شعرها و بأنهيار قالت ) ماااااادري ! . . ماااادري . . بس عاد خلاص . . أرحموني !! . . . إبي ريلي وعيالي . . جيبوهم لي ! حرام عليكم اللي تسونه فيني . . حراااااااااااام !
من يديد عاود ألتقاط سماعة التلفون و هو يقول : بطريقتج هذي أنتي مو قاعدة تساعدين روحج ؛ بالعكس ! قاعدة تضرينها أكثر و أكثر . . . ( بصرامة وهو شايح بنظرة عنها ) ولو سمحتي , تستري !
كانت عبايتها مستريحة على أرضية المكتب وكاشفه عن جسد مغطى ب برمودا يوصل لتحت الركبة و بلوزة كات , ورغم طلبه منها أنها تستر روحها . . ما أستجابت له , أكتفت بأنها تصيح وتنتحب لحد ما سمعت الضابط يطلب من العسكري يطرش شرطية تجي تاخذها للحجز . . أقل من دقيقة وكانت تجر أذيال الخيبة بجوار الشرطية للحجز . . . و هي مب قادرة تصدق أو حتى تستوعب أن كل هذا صار بيوم وليله . . . يوم أنها نوت تحمي أهل بيتها و تنقذهم . . . نفتهم كلهم !
أذبحتهم ؛ أو شيء من هذا القبيل !
تمتمت و هي تستعيد بشكل جداً سريع الأحداث الأخيره لها ف البيت : والله ما ذبحتهم ؛ كنت . . . كنت أحميهم !










لتكملة الرواية
 http://www.nawasreh.com/vb/t44341.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق