الخميس، 16 أغسطس 2012

روآية زنزانة القهر كاملة

روآية زنزانة القهر كاملة

بعد تخرجي من الدراسة الثانوية وبالتحديد في عام 1415هـ كان ذالك العام لم تمحاه الذاكرة فهو باقي في صفحات ذكرياتي....
البيت قد أكتض بزحمة الجرايد...!!
الهاتف لايفتر عن الاتصالات بشر وين ناوي عليه.....الجامعة الفلانية أحسن لك.....تعال عندنا.....الخ
الحمدلله عدت على خير فقد أستشرت وأستخرت قدمت أوراقي إلى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض.
وبعد رجوعي إلى البيت بعد عناء التقديم....بشرت أهلي بقبولي.
ذهبت لأخلد إلى فراشي فالقيلولة شي لايوصف بعد التعب..!!
صحوت الساعة 2.45 دقيقة على نداء أمي... سالم قم قم الغداء على السفرة.
.....وبعد أن أصبح الصحن خاوي بعد ماكان أكوام مما لذ وطاب..
رجعت إلى الخلف لأضع ظهري على الارض فلم أعد أقوى أن أقوم لأغسل يداي..!!
قام أخي أحمد يتوسل إلى أمي كي تسمح لي للذهاب معه.
قلت إلى أين...؟؟
قال سوف نسافر إلى احدى البلاد العربية في رحلة دعوية.
لم أتمالك نفسي فقبلت رأس أمي كي تصدر أمر الموافقة.
قالت موفقين ولاتطولون علينا ....
في الصباح الباكر فموعدنا الساعة الثامنة لكي نخرج جواز السفر....
النوم فارق عيني فلم أكن أتوقع أني سوف أفارق البلاد يوماً ما...!
وكان ذالك يوم الاثنين ورحلتنا مساء يوم الخميس.
قابلت صديقي ورفيق دربي فهد أخبرته وأنا فرح مسرور ولكن هو ضاق صدره..كم تقعدون هناك ياخي وشهوله تروح تكفى تراجع عن قرارك.
==========
وسوف تكون اقامتنا هناك قرابة شهر ونصف.
حمدلله مرت الايام وكأنها شهور حتى جاء عصر يوم الخميس فجميع أخواني وأخواتي قد أجتمعوا ليودعونا
لم أنس تلك اللحظات ...أمي قد خنقتها العبرة وكأنها تذكرت أبي..!
أبي قد مر على وفاته سنتين وبضعة أيام..
فقد كان في سفر وتوفى آن ذاك.
حملت أغراضنا وغادرنا بيتنا وديارنا..
في المطار ومع منظر الغروب حزنت قليلاً ولكن فرحة السفر غلبت على الحزن..!!
وكانت أول مرة في حياتي أركب تلك الطائرة أنفاسي قد ضاقت عند الاقلاع...
نعم فلقد ودعت أهلي وأصحابي وبلادي ...وما علمت أني سوف أدخل تلك الزنزانة...زنزانة القهر.
يالله ......هل حقاً فارقت أمي.....هل حقاً فارقت أهلي.....هل حقاً فرقت أصحابي...!!!
كل هذا يدور في مخيلتي فلم أتوقع هذا من قبل...!
أعلن كابتن الطائرة أن قد غادرنا الاجواء السعودية....
لا أدري لماذا أنا فعلت هذا...؟؟!
لقد سقطت دمعات على خدي ...فجميع من حولي على محياهم السرور....أما أنا فالحزن قد خالطني...!!
وأخي بجانبي قد أغرورق في القراءة لكتاب كان معه.....وما علم بحالي.
خاطبت نفسي لم يكن فراق دائم إنما أيام وليالي ونعود لماذا كل هذا...؟
نعم لحظات وسكنت نفسي ورحت أغدو في سرداب أفكار طويل.
أرتخت أوتار أعصابي دقايق والنوم يداعبني......ربما لاني لم أهني بالنوم منذ صدور الموافقة.
صحوت على إعلان الكابتن نحن الان في اجواء مدينة ........الخ
مسحت عيناي ضحك أخي أحمد .....قال ماهي من عوايدك تنام بالسفر...!
ماهي إلا دقايق حتى هبطت الطائرة وياله من هبوط قاسي فيدي على قلبي...!!!
الرجاء إلتزام الهدوء لمدة عشر دقايق ..
أنتظرنا عشر دقايق وكأنها عشر ساعات فالشوق يحدوني لرؤية تلك المدينة...
نزلنا وكان أخي يلتفت يمنة ويسرة يبحث عن صاحبنا الذي هو في استقبالنا أبو إسماعيل..
أما أنا فلهول ما رأيت أصبحت أطرافي ترتجف فلم يخطر في بالي أن أرى تلك المناظر البشعة...!!
تكشف وسفور نساء كاسيات عاريات..!!!
فصوت الموسيقى يعم الجو...!
قلت لأخي أتطيب نفسك أن تسمع وترى ولا تحرك ساكناً.
قال كلمة ترمي بها عليهم ربما تغيب شمسك في سجونهم.
فهذه الدولة تقدر تقول أسم إسلامية ولا هي عكس ذالك.
ظل أخي يبحث عن صاحبه فماهي الادقايق وهو امامنا......
استقبال حااار بشاشة تسحرك تتعجب امثال هؤلاء يعيشون في هذه الدولة.
ركبنا السيارة لنطلق إلى مسكننا في احدى الفناتق كان وصولنا إلى الفندق الساعة العاشرة والنصف.
دخلنا الفندق فضاق صدري امرأة على بوابة الاستقبال ...!!
هي من تناولنا مفتاح الغرفة وتدلي اليك العقد.....يالله الاكتئاب داهمني.
قلت لأخي نشوف فندق غير هذا وين حرمة تستقبلنا.
قال ربما يكون أفضل فندق فليس فيه سهرات ولا غيره فقط الخمر يوزع مجانا وهذا شي طبيعي في المنطقة..!!
دخلنا الغرفة يالله باردة تخليك تنام غصب ولكني جوعان..!!
أبو إسماعيل دقايق أخي أحمد فالعشاء في الاسفل....الابتسامة تعلو شفاتي...!!
فيه شغل طيب .......جاب أكلة مشهورة في المنطقة ولن أذكر أسمها.
فقد فتنت فيها أصبحت الوجبة المفضلة خلال تلك الايام.
ذهب أبو إسماعيل على أمل الاجتماع ظهر الغد......
خلدنا إلى النوم فلم أشعر بما حولي عندما وضعت رأسي على الوسادة إلا وأخي يوقضني إلى صلاة الفجر.
بعد الصلاة ذهب أخي للنوم وكنا قد صلينا في الغرفة فلي حولنا مساجد.
أما أنا فالنوم قد طار عني ....
فتحت النافذة لأطل وأرى تلك المدينة بوضوح يالله الجو غائم والناس في حركة دائمة.
ساعة ونص بعدها ذهبت إلى سريري إذا بصوت الرعد يهز السرير فرحت نفسي فمنذ وقت طويل لم أسمع هذا الصوت.
الارض من تحتي كأنها قد لبست ثوبا من زجاج..!!
فتحت الباب بهدوء خرجت من الغرفة أما أخي فقد كان متعب فلعله في سبات عميق..
استدعيت المصعد نزلت فإذا بنسيم عليل تذكرت رحلاتنا انا ورفيق دربي فهد أيام الربيع...
تجولت في الشوارع المحيطة بالفندق الجميع قد أختبى في منازلهم...
أما أنا فلم أصدق مثل هذا الجو......نعم ملابسي قد تغرقت ..!!!
فلم أشعر بالوقت مرت ثلاث ساعات و أنا أتجول.
رجعت إلى الفندق لأنام ....
غيرت ملابسي في أسرع وقت كي لا يراني اخي.
استلقيت على السرير دخلت في غار الاحلام ...
صحونا الساعة الواحدة والنصف على صوت جرس الغرفة أنه أبو أسماعيل..
.....فالموعد مع زنزانة القهر يقترب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل أبو إسماعيل لم أتمالك نفسي .... ياحبي له جايب معه تلك الوجبة اللذيذة.......فبعد الانتهاء من تناول الغداء هاجت بي الذكرى قبل ايام كنا مع الوالدة والان بيننا وبينها مسافات بعيدة...
كان قدوم أبوإسماعيل للتخطيط لإستراتيجيةالمخيم الذي لم يبقى على بدايته سوى ثلاث أيام وسيستمر اسبوع واحد
وهذا المخيم للمرة الثانية يقام في المنطقة وكانت فكرته من اعداد اخي احمد وهذه السنة أوكل تولي أموره لأبو إسماعيل
وأخي يساهم في التوفير المادي للمخيم وكذلك الاشراف العام عليه.
وكانت فكرة المخيم تهدف إلى نشر بعض القيم الاسلامية والأهم من ذالك نبذ بعض البدع والخرافات من تلك البلاد
التي أصبحت مرتع لأكثر الطوائف والاحزاب...!!
فالحمدلله كنت أشاهد نجاحات المخيم الاول عبر الفديو شي يثلج الصدر ...
ولكن يبقى بعض الاخطاء التي تم مراجعتها هذه السنة....
تم الانتهاء من بعض الاعدادات الاساسية وسوف يتم الذهاب غداً إلى أرض المخيم.
ولا يخفى عليكم المنطقة قمة في الجمال .......
وكان أخي قد أحضر كميات ضخمة من بعض الكتيبات والمطويات.....
ولكن يبقى السؤال متبادل بينه وبين أبو إسماعيل هل هي مناسبة للتوزيع ....!!!
فلأشخاص دعوتهم تحتاج إلى صبر فالبدع قد توغلت في قلوبهم....وغير ذالك المواضيع المطروحة تعتبر ممنوعة((وهابية))
قال أبو إسماعيل توكل على الله ومايصير الا خير....
==========
وقبل أن نسرد بقية القصة دعوني أحدثكم عن ابى إسماعيل....
ولد في المدينة المنورة وهو من أصل تلك البلاد ولكن لضروف عمل أبيه...
فعائلته محافظة أبوه طلب العم عند كثير من مشائخنا ابن عثيمين ابن باز...
فبعد انتهاء ابيه من العمل في السعودية رجع إلى بلاده وكان عمر أبو إسماعيل 18 سنة
أبو إسماعيل تغيرت عليه هذي الحياة فساد علني بدع وخرافات....الخ
فقرر بعد سنتين لذهاب الى بلاد الحرمين ليطلب العلم ثم بعد ذالك يرجع الى بلاده داعية على بصيرة...
سافر أبو إسماعيل تاركاً أهله فالحمدلله كانت أموره ميسرة فبعد سنة من قدومه أتم ضبط حفظ كتاب الله..
وحفظ مجموعة كبيرة من المتون ....
فمرت أربع سنوات مابين حفظ ودرس ...
وكان مشهور عند بعض المشائخ وطلبة العلم بقوة فهمه وسرع حفظه.
فبعدها قرر الذهاب إلى بلاده وأصر بعض المشائخ بقائه ولكن الرجل له هدف يسعى لتحقيقه.
رجع إلى بلاده وتزوج من إمراة صالحة ......ورزق بإسماعيل...
وكانت علاقته بأخي أحمد قديمة ..
وكان أخي في الاجازات الصيفية يذهب إلى بعض الدول في رحلات دعوية...
ومن ضمن الدول دولة أبو إسماعيل.
وكانت بعدها فكرة إنشاء المخيم.
========
بعد صلاة العشاء ذهبنا إلى مكان أغراض المخيم وتم تفقدها كل شي مرتب ومنظم...
في الصباح ومع بسمة الشمس...
تم نقل الاغراض إلى شاحنة كبيرة وذهبنا إلى مكان المخيم كان في استقبالنا بعض شباب الصحوة في تلك البلاد
وهم من طلاب أبو إسماعيل قرابة الثلاثين شاب....
تم توزيع المهام بين الشباب وبدا الشغل في المخيم...
أخوة....... تعاون ......همة ... يالله ما أسعدها من لحظات وأنت ترى شباب يسعون لنشر الخير ويضحون من أجله.
الحمدلله تم الانتهاء من إعداد المخيم قبيل المغرب...
أخوكم سالم يقدر الاكل...!!!
يعني كانت هناك وجبات ولكن ليست اساسية اشياء خفيفة..
غير الفطور كان دسم شوي أما الغداء فلم يكن هناك غداء...!!
فبعد صلاة المغرب ومع هدوء المكان فمكان المخيم يبعد قرابة 15 كيلو عن المدينة التي كنا نسكنها
وكان الهدف هو القرب من منتزه كبير حول تلك المنطقة يقصده الناس من مدن أخرى ومن بلدان بعيدة..
المنتزه هذا يعتبر من أكبر بؤرة الفساد هناك....
فهو يبعد عنا قرابة 3كيلو.....
=======
ما أندى ذالك الصوت سبحان من حباه ذالك الجمال...
أبو إسماعيل هو من صلى بنا المغرب..
كانت الجلسة بعد صلاة المغرب يتخللها بعض الطرائف من أبو إسماعيل...
ابو إسماعيل قل ان تجد مثله.
بعد صلاة العشاء جسمي هزل وأصبح ينتفض من شدة الجوع.....!
أنا لايكفيني بعض الكعكات....
دقائق والفرج يأتي يالله .....((مقابل الجيش ولا مقابل العيش))
أصناف متعددة من قطع الحم المشوي وبعض المتبلات...
مرت تلك الحظات بسلام..
فلم يبقى سوى العظم....!!!
الجوع مع التعب ثم الشبع....لا شك أن النوم ياتي في الترتيب بعدها.
كان الجميع متعبين دقائق والجو يعمه السكون.....









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق