الأحد، 19 أغسطس 2012

ندمت من بعدك ياسعـود

ندمت من بعدك ياسعـود


اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى صحبه أجمعين

أستغفر الله من كل ذنب
اللهم أني أشهدك أني غفرت لكل من أذنب في حقي من عبادك
وأن تغفر لي أن أخطأت في حق أحد من عبادك
^

قصه جدا مؤثرة
كلماتها في الصميم
أبكتني والله
..................................................

قصتي ((ندمت من بعدك ياسعود))

قصة طويلة بعض الشيء لكنها حقيقية وبالحرف الواحد ..



بــــــــــداية قصتـــــــي

))))ندمت من بعدك يا سعود((((

أسمي مـــــاجد بن فهد الـ .......
أسكن في أحد الأحياء الراقية في القصيم (بريدة)
أنتمي لأسرة تميل للثراء بعض الشيء
تكثر فيها أنواع الترف واللعب
مما أثر في شخصيتي وجعلني مغروراً
((((وأحب أذذذذذل الناس يعني نذذذذذل وبقوـوـوـوـوـوـوة))))

كنت وما زلت أحب العلاقات الاجتماعية منذ صغري وكان لدي الكثير من الأصدقاء الاوفياء
ولا يوماً خسرت صديقاً لي كنت الصديق الوفي وكانوا لي كذلك
كبرت على مر السنين وكبرت معي علاقاتي وأصدقائي
كنت متفوقاً جداً في دراستي وقد لاقيت التشجيع والدعم من والديّ
لقد رتب لي أبي مستقبلي وجعلني أتوجه بكل ما فيني لعالم الهندسة
أراد أن يُكتب دائماَ قبل أسمي المهندس مــــاجد بن فــهد الـ .......
وبعد تخرجي من المرحلة الثانوية بنسبة ممتازة
دخلت الجامعة كلية إدارة أعمال
لكي يرضى عني غروري المتدفق حينما أتخرج وأصبح مديراً في أحد مؤسسات والدي
هكذا كان تفكيري في ذلك الوقت بالذات
أما أبي الذي أخبرني أنني سأندم لدخولي هذا القسم
لكن مع إصراري عليه وافق وشجعني
وكانت حكمته دوماً ((من أراد النجاح سيجده في كل مكان))
بدأت مشواري في التعليم الجامعي وبدأت معه علاقتي مع (سعود)
منذ أول أيامي في الجامعة تعرفت عليه واستمرت علاقتي معه
حتى أصبحت أعرف كل شيء عنه تقريباً
سعود\ شاب يحمل في داخله معاناة كبيرة كافح الحياة ليعيش سعيداً لم أراه يوماً عابساً
بل على العكس كان دائم الإبتسام يخفي خلف ذاك الوجه الصبوح الكثير من معالم الحزن والأوجاع
لقد كان فعلاً يبحث عن صديق يفهمه ويشاركه همومه الصعبة – يسكن مع والده وأخاه (صالح) الذي يكبره بسبع سنوات في منزل صغير
أخبرني أنه لا يعرف أحداّ من أعمامه ولا أخواله ووالدته توفيت قبل ثلاث سنوات أو ما يزيد ووالده طريح الفراش
يعاني من مرض مميت وأخاه يعمل جاهداً طوال وقته ليجني ثمار تعبه ويجمع المال ليستطيع أن يسافر بوالده لـ (بريطانيا) للعلاج
أما هو فقد كان يدرس في الصباح في الجامعة (معي) وباقي وقته يقضيه داخل منزله ليقوم بخدمة والده .
وأنا بدوري كصديق أحب مساعدة أصدقائي ساهمت في خدمته وخدمة والده

عرضت عليه يوماً مساعدة مالية لكنه رفض ورفض بشدة
في داخله عزة نفس وكرامة لا تسمحان له بقبول مساعدات الآخرين
واستمرت صداقتنا بكل ما فيها (الحلو والمرّ) طوال سنتين عشناها بدون أ ي مشاكل
أساعده وأشد بأزره وأكون له السند وقت الشدائد
وفي أحد الأيام العادية ونحن في السنة الثالثة الجامعية كنت واقفاً مع سعود أمام بوابة الجامعة يخبرني بأخر أخباره وأخبار والده
وفجأه رن هاتفه من رقم غريب
سعود : غريب من ذا اللي يتصل علي
أنا : رد وشوف
سعود : بس أنا ما أعرف أحد
أنا : يمكن واحد غلطان
رد سعود
سعود : الووو ............ أيه نعم أنا سعوود .
.................... (بانت على وجهه صدمة قوية)
.....أجي للإسعاف ..........ورااااه ؟؟؟؟؟
................ طيب طيب مع السلامة
أغلق هاتفه بسرعة وأجاب قبل أن اسأله
سعود : ماجد الحقني الظاهر أبوي فيه شي هذولا الإسعاف بسرررعه تكفى
أنا : اهدأ إن شاء الله ما فيه إلا العافية
قلت كلماتي الأخيرة وأنا أركض مسرعاً إلى سيارتي
ركبت وركب سعود بجانبي وبسرعة جنونية أدرت مقود السيارة واتجهت لمركز الهلال الأحمر السعودي
كان سعود قد أراح ظهره على مرتبة السيارة وأسند رأسه وأغمض عينيه وبهمسات متقطعه
سمعته ينطق : استغفر الله يا رب احفظ أبوي يا رب ابعد عنا الشر يا رب ما لنا غيره
رفع هاتفه المحمول واتصل بأخيه (صالح) لكنه لم يجب كان جواله مقفل
سعود وعلامات الضجر والتأفف بادية عليه : أففففففففف هذا وينه ذا وقته يقفل جواله
أنا : يمكن قالوا له قبلك
سكت وكأنه يتذكر شيئاً ما وعاد يدعو الله ويتوسل إليه بأن يحفظ الله والده
وصلنا أخيراً
فتح الباب قبل أن أقف ركض بسرعة إلى الداخل قاطعاً مواقف السيارات كلها
اتجه للإستقبال وأنا أمشي خلفه
سعود بصوت مرتفع قليلاً : أنــــاا سعـــــووود وش به أبــــــوووي
الأستقبال سأله بهدوء : أخوك صالح عبد الله الـ ........... ؟؟؟؟؟؟
سعود وقد جهز نفسه لأسوء إجابة : أيييييه أخـــوووي
الأستقبال : يطلبك الحل
(((((مـــــــــــــــــاااات صـــــــــــــااااالح )))))

في هذه اللحظات كنت أقف خلف سعود وكان ينوي أن يركض لكنه ما أن رآني حتى دفن وجهه في صدري وتبلل ثوبي بدموعه التي اختلطت بدموعي
كنت اسمع شهقاته وأنينه في صدري همست له : أنت طوول عمرك قوي لا تضعف دخيلك سعود أثبت
قلتها وأنا أتقطع في داخلي لحاله المتدهورة
لكن سعود صرخ بأعلى صوته صرخة اهتز لها المبنى بأكمله : أخـــــــــــوووووووووي صــــــــــــــاااااااااااااالح

ضغطت عليه بصدري حاولت أن اجعله يقف لكنه ينهار
أجل سعود ينهار وهو بين يدي لا استطيع أن أفعل له شيء أما الناس فلقد تجمعوا حولنا محاولة منهم أن يخففوا عنا مصابنا
أنا جالس وسعود في حضني يبكي كطفل صغير انتزع بقوة من حضن أمه الدافئ
يبكي وقد أغلقت جميع الأبواب في وجهه
ما بال هذه الأسرة تنقرض أولاً بالأم وثانياً بصالح ليبقى سعود ووالده المريض
لاحظت أن الناس تجمعوا حولنا بكثرة سألوني أسئلة لم أعرف معناها وكأنهم يحاولون الاستيلاء على شيء ما
حاولت أن أفكر بعقلانية بعيداً عن المشاعر فليس هذا وقت الدموع
وقفت وأوقفت سعود معي الذي بدأ يستجيب لحركاتي
وكأنما استسلم للقدر أن يذهب به كيفما شاء حاولت أن اسحبه بعيداً عن تجمعات الناس
لكنه تذكر شيئاً ابتعد عني بسرعة وذهب للاستقبال
سعود بصوت متقطع من الشهقات : أبي أشوفه ودي أشوف أخوي
الاستقبال وكأنه بدأ يحن لحال هذا الشاب المسكين : روح من هنا بتلقاه بأحد الغرف اسأل عنه
ركض سعود يفتح أ ي غرفة أمامه وأنا خلفه أحاول تهدئته ولكنه لا يجيب على نداءاتي
أخيراً دخل غرفة كان صالح جثة هامدة بلا حراك فوق سرير موجود فيها وقد أزيلت عنه كل الأجهزة

مـــــــاااااات صــــــااااالح وترك خلفه رجل مسن يعاني من الأمراض أشدها
وشاب يحمل في داخله الكثير من الهموم والأحزان والمعاناة
كشف سعود عن وجه أخاه قبله بصمت لم أتوقعه أبداً ثم أعاد الغطاء والتفت لدكتور الذي كان يقف عنده
سأله وهو يحاول أن يركز بما يقول : وشلون مات ؟؟؟؟
الدكتور : قالوا لي حادث
أعاد سعود بصره إلى أخاه دمعت عيناه ولكن هذه المرة بصمت رهيب
ربت على كتفه لأمنحه الحزم والقوة
خرجنا وركب سيارتي وركبت معه لم يتحدث لكنه كان يبكي انتظرته حتى يهدأ لكنه كان يزيد من حدة صوته وبكاءه
أخيراً استطعت أن انطق حروفي المبعثرة : سعود تعرف أحد كبير يعني رجال وفاهم ؟؟؟؟
أخرج هاتفه المحمول ومده لي : أسمه الشيخ عبد الرحمن صديق أبوي وامام مسجدنا
اخذت هاتفه وبحثت عن هذا الأسم في قائمة الأسماء القليلة عنده حتى وجدته
اتصلت عليه واخبرته بما حدث (صالح مات وبحادث مروري)
وهو بدوره تحمل كل المسؤوليات حول هذا الموضوع جزاه الله عنا كل خير
وفي صلاة الظهر يوم غد صلينا عليه وعلى آخرون غيره في مسجد أبو ونيان في بريدة
أنا وسعود ووالده الذي أصر أن يأتي للصلاة على ابنه ولو في الكرسي المتحرك
وجمع كبير من المسلمين
وبمرور ثلاثة أيام انتهت خلالها مراسم العزاء كنت خير معين لسعود ووالده فيها
وقفت بجانبه وأعدته لقوته وصوابه ورسمت أمامه مستقبلاً زاهي الألوان
وبهذا عاد سعود لحياته الطبيعية غير أنه كان أكثر هدوءاً وصمتاً في كلامه وأكثر نشاطاً وحباً للعمل الجاد
أمـــــــــــا ابتسامته فلا زالت موجودة
وأيضاً مرت سنتين احتفلت أنا بنهايتها فرحاً بتخرجي من الجامعة لكن سعود الذي ترك دراسته الجامعية واتجه للعمل الحر لم يحتفل معي
ولقد عينني أبي في أحد مؤسساته العقارية مديراً لأحد الأقسام المهمة فيها بدأت عملي بنشاط وهمة
ولم أنسى يوماً صديقي الغالي سعود
الذي سافر لحائل مع والده ليسكن عند عمته (( أخت والده من الأب أي ليست شقيقة أباه ))
التي ستقوم بخدمته هو ووالده
ومرت الأيام وأنا اتصل عليه واطمئن على أخباره وأخبار والده حتى جاء اليوم الذي اتصلت فيه كعادتي لكنه فاجأني بطلب لم أتوقعه أبداً
أنا : هلا سعود كيف الحال ؟؟؟؟؟؟
سعود : الحمد لله بخير وعافية أنت أخبارك ؟؟
أنا : أنا بخير ما ناقصن غير شوفتك يالغالي
سعود : تبي تشوفن رتب لي وظيفة عندك
أنا : وبس أرتب لك بس وراه عسى ما شر ؟؟؟
سعود : الشر ما يجيك بس تعرف رجل عمتي العيشة معه نكد وأنا وأبوي ملينا منه جمعت لي كم قرش وقلت استأجر لي شقة وبعدها يصير خير
أنا : ابشر ولا يهمك ارتب لك احسن وظيفة المهم ترتاح
سعود : والله رجال ما خيبت ظني فيك
أغلقت سماعة الهاتف ولمعت في ذهني فكرة أصنفها مع أفكار إبليس اللعين
قلت في نفسي : ((رجل مثل سعود أبوه مريض وماله غير عمته اللي رجله ما يبغاه لا هو ولا أبوه
ومحتاج لكل قرش يطيح بين أيديه أقدر أذله بالطريقة اللي تعجبني وترضي غروري أقدر أخليه يترجاني بس عشان أعطيه خمسة وإلا عشرة ريال
ههههههههههههههههههههههههههههههااااااااااااااي والله فرصة
وما راح تتعوض خصوصاً وأنه سعود يعتبرني صديقه هههههههههههههه ))
هكذا كنت أفكر وهكذا رتب لي شيطاني


وبعد أسبــــــوووع فقط كان سعود يجلس أمامي في مكتبي
في مؤسسة والدي وبين السلام والإطمئنان عن الحال
سألني : وشي وظيفتي يا مديري
أنا بأسلوب وقح للغاية واعرف أن سعود لم يعتد على أسلوبي هذا أجبته : أنا احتاج سكرتير
رفع بصره اللامع إلي نظر ملياً وكأنما صدم مما قلته لم يتكلم كان الصمت خليله
أعرف أن وظيفة السكرتير جيدة نوعاً ما لكنها لم تعجبه لقد كان يتوقع أن أضعه في مكان أفضل من هذا
أما أنا فكل ما كنت أريده أن يكون قريباً مني ويعمل تحت أوامري مباشرة
تكلمت بعد فترة صمت قصيرة : آسف سعود لكن أنت ما معك إلا شهادة الثانوية صعب أحطك بمكان أحسن من كذا
ابتسم ابتسامة شاحبة على غير عادته : لا عادي ما قلت شي جزاك الله خير ماتقصر
أنا وقد أخذ مني الغرور والكبرياء طريقهما : عطني ملفك وتعال وقع على العقد
سعود قدم لي ملفه ولا زلت أرى في وجهه صدمة من أسلوبي المتغير
رميت الملف على طرف الطاولة بطريقه (تذله) وأخرجت أوراق العقود من الدرج
كتبت عليها وأمام عينيه
أسم الموظف – سعود بن عبد الله بن ...... الـ ........
وظيفته المقدم عليها – سكرتير لمدير قسم الـ .........
مستواه التعليمي – ثانوي
تاريخ العقد - ..../..../.... 14ه
مدة العقد – ستة أشهر _ سنة _ سنتين _ ثلاث سنوات
رفعت رأسي لاسأله : كم تبي تشتغل هنا ؟؟؟؟
سعود : أطول مدة
أنا : ثلاث سنوات موافق ؟؟؟
سعود : أيه موافق
وضعت دائرة على (ثلاث سنوات)
ثم قرأت عليه الشروط الخاصة بالمؤسسة
سألني سعود : طيب كم راتبي ؟؟؟؟
أنا : ألف ومائتين ريال
سكت
وقعت على العقد ثم نظرت إليه : تعال وقع
وقف وأخذ مني القلم ووقع بهدوء
وقفت وناديته وأنا أمشي لخارج مكتبي وفي يدي ورقة العقد وقد أدرت له ظهري : تعال معي
لمحته يقف ويتبعني بهدوء اتجهت لمكتب والدي اوقفته عند الباب
والتفت له : انتظرني هنا ولا تدخل إلا إذا قلت لك
هز رأسه علامة الموافقة واسند جسده على الجدار
دخلت على أبي
أنا : صباح النور يبه
أبي رفع رأسه لي وابتسم : صباح الخير كيف حال الشغل ؟؟؟؟
أنا جلست : الحمد لله ماشي زين .... أقول يبه
أبي : سـم
أنا : سم الله عدوك تذكر مره قلت لك إني أبي سكرتير لأن سكرتيري ترك شغله عندي
أبي : أييييه نسيت الظاهر إني قلت لحامد يحط إعلان بالجريدة بس مدري هو حط وإلا لا
أنا : لا يبه ما يحتاج أنا جبت لي سكرتير ووقعنا على العقد بس أبيك أنت توقع بعد وتشوفه
أبي : موب مشكله وينه ؟؟؟؟
أنا أعطيته العقد ووقع عليه ثم رفعت صوتي قليلاً : سعـــــووود
لم يجب
أعدت النداء : سعــــــــــــــوووود
فتح الباب ودخل
سعود : السلام عليكم
أجابه أبي : وعليكم السلام
أما أنا فسكت
أبي : أنت سعود ؟؟؟
سعود : أييه نعم

للتكملة

http://www.nawasreh.com/vb/t44820.html#post536747

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق