الأحد، 19 أغسطس 2012

رواية بين الامس واليوم كاملة

رواية بين الامس واليوم كاملة


روآية : بيـــن الأمس واليـــــــــــوم ..
للكــآتبة / # أنفاسقطر #


بين الأمسواليوم


دروب هذه الحياةالمتشابكة والمتعرجة
فوضى الأفعال والكلمات
ثــم.. طريق اللا رجوع!!!
قد تتصرف تصرفا ما.. ثم لا تستطيع التراجع عنه أو رأب صدعه
أو قد تتفوه بكلمة ما.. ثم لا تستطيع درءأوجاعها وكبت سمومها
فانتبه للقلوب التيستطأها بقدمي أفعالك أو حروفك
فالسنوات ستمر.. وستبقى أنت وماصدر عنك من قول أو فعلمشنوقين
بين ماض لمينته.. وحاضر مضطرب.. ومستقبل مجهول
فهل أنت مستعد لكلهذا؟!!!



قبل أربعسنوات...
"تكفى يبه.. تكفى..
طالبك طلبة.. طالبك ماتخليها تدخل ذا الكلية"
نبرة باردة صارمةتفيض صقيعا مدروسا: أظني إني عادني حي.. وشورها في يدي
وأنا قلت لها إذا جابت ذا النسبة .. بأخليهاتدخل اللي هي تبي
ينهار علىركبتيه..وينكب على يد والده يقبلها.. ويهمس باستجداء موجع.. موجع حتى عنانالسماء..
موجع حتىنهايات الوجع الموغلة في اليأس والألم والتشبث بمعاني رجولته البدويةالغالية:
تكفى يبه لاتخليها تفضحنا.. تكفى..
والله ماعاد أطلب منك شيء في عمري كله
بس لا تردني.. تكفى.. تكفى
طالبك يبه.. طالبك طلبة
يبه تكفى.. ما تهمك سمعتنا بين الناس؟!!
والده ينتزع يده بحدةوهو يحترق ألما لهذا الجاثي المبعثر عند قدميه.. يود أن ينتزعه من الأرض ليزرعه بينالنجوم.. أن يمحي نظرة الإنكسار الذابحة في عينيه فهو الذي علمه ألا ينكسر ولاينحني ولا يتردد..
تركه جاثيا في مكانه وابتعد عنه ليهمس بثقة صارمة.. مرعبة.. نبرة من لا يهمهفي الحياة سوى قناعاته هو:
أنا ما يهمني حد
وهي بتدخل اللي تبي
ولا حدن بقاهرها وأنا رأسي يشم الهوا
كسره..
كَــسَــرَه..
كَــــــــسَــــرَه!!
كان الشرخ الأول.. والأضخم بينهما!!
كان حدثا فارقا بين أحداث فارقة مرت.. وأحداثفارقة أخرى ستمر!!
ولكنه كان وجعا صِرفا صافيا لكليهما
وإن صرّح أحدهما بوجعه حتىالبكاء
وأنكره الآخرحتى النسيان!!!


************************


قبل واحد ثلاثينعاما
عالم غيرالعالم
ودنيا غيرالدنيا
وبشر غيرالبشر
بحر ممتد.. وشاطئعذب.. وأحلام تبدأ : لـتنمو.. أو لـتُـنحر!!
يجلسان على بحر منطقةدخان.. شابان غضان.. للتو يعبران حاجز التاسعة عشر عاما
يفرق بينهم الأصلوالقبيلة
ويجمع بينهماالفقر والصداقة والرجولة
الكثير منها ثلاثتها
كثيرٌ من الفقر
وكثير من الصداقة
وكثير من الرجولة!!!
"زايد.. هونها وتهونيأخوك"
" قهرتني ياخليفة.. قهرتني"
خليفة بشبح ابتسامة: أبي أدري بس وش عايبك فيها..لسانها طويل
يبتسم زايد وهو ينظرللأفق خلف البحر الرائق: مهرة ياخليفة مهرة.. مهرة محدنعسفها
يبتسم خليفة: وانتياللي تبّي تعسفها مع هالويه..؟؟!!
زايد يلتفت له بحدة.. ويهمس بغضب خفيض: وش فيه وجهي يابو وجه أنت؟!!
خليفة يهمس بنبرةحذر: تبي الصج وإلا ولد عمه؟!!
زايد بغضب مكتوم: خليفوه خلصني قدام أعصب
خليفة يبتسم وهو يلمسقفاه بحركة مقصودة: لا يأخوك كله ولا تعصب.. توني ماسلمت من تعصبيتك المرة الليفاتت
زايد بذات الغضبالمكتوم: تبي تقعد تغزل فيها وأسكت لك
خليفة يضحك ضحكتهالمجللة المغلفة بصفاء روح ما لوثتها المدنية: وأنا شعرفني إنها حبيبةالقلب
زايد بغضب أكبر: هيأو غيرها.. احشم الناس اللي أنت جايهم
خليفة مازال يضحك ذاتضحكته التي تمنى زايد ألا تنطفئ من حياته يوما:
وهي ليه ماتغطي ويهها مثل باقي حريمكم.. أعرفكم تغطونهم من 12 سنة..
هذي صارت بقرة وهي كاشفة ويهها وتدور ببخنقها
زايد يلتفت ناحيتهبحدة مهددة.. وخليفة يقفز ويبتعد عنه وهو يهمس بمرح: خلاص السموحةالسموحة
هدي هدي خلنتفاهم
أنت الحين منجدك تبي تتزوج هالشمحوطة المزيونة اللي أطول منك يالقرد؟؟
زايد يحاول أن يهدأ: إيه.. وش فيها؟!! ولاعاد تقول المزيونة فقعت عيونك الثنتين
وقرد في عينك.. الرجال مخابر مهوبمناظر
وإلا يمكن بتقوللي مثل ماهي قالت لي.. إنه إبي كان راعي إبل عندهم قبل سنين.. وهي ماتزوج ولدالراعي
خليفة يبتسم بخبث : يمكن.. ليش لأ؟!!
زايد يعود للغضبالممزوج بكرامته المهانة هذه المرة: خليفة لا تقهرنيمثلها..
أنت أكثر واحدعارف إنه إبي كان ضام حلالهم مع حلالنا.. يعني حن اللي متفضلينعليهم
لأنه إبيهاجابها على كبر..وماعنده غيرها ولا يقدر على الأبل.. فأبي مساعدة منه كان مخليحلالهم مع حلالنا
يعني سالفة الراعي ذي ما أدري من وين جابتها اللي ماتستحي؟؟
خليفة يهمس بهدوءيحاول به امتصاص غضب زايد: هذا أنت قلتها بنفسك.. يعني زود على أنها أنكرت فضلكمعليهم
تسبك وتقولياولد الراعي.. يعني خلتكم إنكم جنتو ترعون عندهم وجنها هي بنتالشيخ
مع إن هذا موبصحيح والناس كلهم عارفين.. وش تبي فيها؟؟ هذي ناكرة يميل
زايد بألم شفاف.. شفاف.. شفاف.. مغرق في الشفافية وكأنه يحدث نفسه المتيمة فيهواها:
كبرت قدامعيني.. وكل يوم يزيد غلاها.. لين ماعاد لغلاها محل
أحبها ياخليفة.. أحـــبــهــا
خليفة ببعض غضب: حبتكقرادة.. قول آمين.. خلها تولي
زايد بذات الألمالشفاف: تدري ياخليفة: لو أنا أخطبها من إبيها.. صدقني بيوافق علي على طول.. إبيهاشايل همها عدا أنه يعزني واجد
تخيل إني تيك المرة يوم أنت شفتها ضربتها قدامه.. وهو ماقال شيء لأنه يدريإنها غلطانة
بس أناكنت أبي أشوف رأيها قبل.. هذي بنية يتيمة.. وماعندها أم ترد لهاالشكيا
ويمكن أحلاميصورت لي إنه يمكن في قلبها نفس اللي في قلبي
صدمتني بقسوتها.. ما تخيلتهاكذا
خليفة يحاول أن يتكلمبمنطقية: زين خلنا من إنها تبيك أو ما تبيك
أنت واحد طفران.. ماعندكم إلا ذا الابل الليأصلا كلت اللي وراكم وجدامكم
زايد بهدوء: جماعتناكثير منهم مثلنا.. وش حن عايشين عليه إلا على ذا الابل؟!!
خليفة ينظر للبعيد: والله يازايد أنت والابل.. مثلي أنا والبحر والسمج
مالقينا فايدة.. لا تعليم تعلمنا ولا فلوسحصلنا
ثم همس بما يفكربه منذ وقت وكان ينتظر الوقت المناسب لمصارحة زايد به: زايد امش معايللدوحة
الشباب هناكيقولون خير ربي.. الشغل وايد.. وفيه مدارس العصر
الناس كلهم راحوا للدوحة ماعاد باقي الا احنااللي ساكنين في مناطق برع (برا) الدوحة.. وش ناطرين؟؟
خل نشتغل الصبح وندرس العصر.. وبعدين احنادرسنا عند الكتاتيب ونعرف نقرأ ونكتب زين.. يعني بنطوف لنا كمصف
زايد يهمس بخفوت كأنهيخاطب نفسه والفكرة تدخل إلى رأسه وتسيطر.. فلطالما كان ينفذ ما يقتنع به دون تردد: ليش لا..؟؟



بعد ذلكبشهرين


بيت قديم مُستأجرفيما يعرف اليوم بمنطقة الأسواق
بالقرب من سوق واقف
يدخل بتثاقل كأنأقدامه مغروسة في الأرض ..يعاني نزعها.. ليعاود غرسها مرةأخرى..
يلقي غترته علىالسرير الحديدي المفرد
ليلقي فوقه بأشلاء جسده الممزق ذهولا وألما
أي هم هذا؟!!
أي ألم يمزق روحه الشابة بمناجله المسمومةالصدئة؟!!
خليفة الذي كان يكتبواجبه أزاح الدفتر جانبا وهمس لزايد بقلق: زايد أشفيك؟؟
زايد يــنـــزف.. يـــنـــزف..
يشعر أنهلابد أغرق الأرض بنزيف روحه
همس وكأنه يتقيأ الوجع:
مـزنـة...... تــزوجـت


" آه يامزنة.. آآآآآآآه
أما آن لك أن تقتربي
مزنة ياحلمي الذي حلمت به حتى ملَّ الحلم مني





للتكملة

 http://www.nawasreh.com/vb/t43134.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق